الاثنين، 25 أبريل 2011

موضوع: الحكومة المصرية تفرج عن تقنية GPS

بعد سنوات من المنع بحجج واسباب لم تكن منطقية لدي الكثير من قطاعات الاعمال خاصة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, وافقت الحكومة المصرية ممثلة في مجلس ادارة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات NTRA علي تداول الاجهزة والتطبيقات التي تدعم تقنية "GPS النظام العالمي لتحديد المواقع" بعد سنوات من منع هذه التقنية من الدخول لمصر بشكل رسمياً وفقاً لقانون الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 الذي يمنع استيراد أي جهاز يتضمن خاصية GPS الا بتصاريح خاصة لم تكن تمنح في الاغلب الا لجهات حكومية مثل وزارة النقل والجهات الامنية.

اكد دكتور عمرو بدوي رئيس الجهاز القومي لتنظيم
الاتصالات ان الاجتماع الاخير لمجلس ادارة جهاز تنظيم الاتصالات اقر فتح المجال لاستيراد الاجهزة الخاصة GPS بعد تقرير ودراسة قامت بها لجنة الطيق الترددي بالجهاز وقال:" تم السماح بشكل رسمي بدخول الهواتف المحمولة والسيارات التي يوجد بها اجهزة " جي بي اس". وكان جهاز تنظيم الاتصال صرح اكثر من مرة علي لسان مسئولية بان قرار المنع يعود لاسباب امنية, وان لم يوضحوا طبيعة هذه الاسباب ومن ورائها.

واضاف عمرو بدوي" هذا القرار
واجب التنفيذ بعد اقراره من قبل مجلس ادارة الجهاز وتم اصدار خطاب للجمارك بهذا الشأن". ورفض بدوي التعليق علي وجود اي ضغوطات علي الحكومة او " NTRA " لدخول تقنية GPS الي مصر من قبل الشركات العالمية المصعنة للهواتف

وقال
بدوي هذه التقنية تأخرت كثيراً والان فتح لها المجال يبقي التفكير في كيفية تطوير خدمات وتطبيقات من الشركات المصرية والعالمية لتزيد من فعاليتها وتقدم قيمة مضافة للمستخدمين وللاقتصاد المصري". .

يذكر ان
مجلس إدارة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يضم فى عضويته ممثلين عن رئاسة الجمهورية وهيئة الأمن القومى، ومجلس الدولة ووزارات الدفاع والداخلية والمالية والإعلام إضافة إلى الرقابة الإدارية، بجانب ثلاث شخصيات عامة وثلاث شخصيات من ذوى الخبرة وممثل عن العاملين بالجهاز والرئيس التنفيذى.

وحسب
تصريحات سابقة للدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فان تغيرات ستتم خلال هذا الشهر في هيكل مجلس ادارة الجهاز. وان لم يفضح عن طبيعة الاسماء التي سيتم تغيرها وقال ستكون تغيرات محدودة.
ومن المتوقع
ان يتم اعتماد الخدمة من خلال كتابة تعهد عند شراء جهاز محمول بخاصية الـ GPS، يتعهد فيه بعدم استخدام هذه الخدمة فى مراقبة أشخاص عبر المحمول، باعتبار ذلك حلا وسطا لتلك المشكلة حسب تصريحات سابقة لمسئولي جهاز تنظيم الاتصالات.

الخسائر بالملايين


ويقدر الخبراء حجم الخسائر
التي تكبدها الاقتصاد المصري من جراء المنع بمئات الملايين من الجنيهات في السنوات الخمس الماضية فقط والتي كانت ستدخل خزينة الدولة كضرائب وجمارك علي الاجهزة والمعدات, والكثير منها وجدت طريقها لمصر بطرق غير شرعية وتم تداولها في الاسواق بصورة علنية رغماً عن انف قرار المنع, هذا غير الخسائر الناجمة عن منع تطور خدمات وتطبيقات GPS من خلال شركات البرمجيات والاتصالات المصرية التي كانت ستساهم بصورة كبيرة في تطوير الكثير من الصناعات والخدمات اسوء بما يحدث في كل مكان في العالم ماعدا " سوريا وكوريا الشمالية" بعد ان رفعت مصر نفسها من قائمة المنع بالقرار الاخير.


قائمة
المتصررين كانت شملت ايضا شركات التطبيقات التي تقوم بتطوير محتوي خاص باجهزة الهواتف المحمولة ويقول مهندس محمد السيد نائب رئيس مجلس ادارة شركة Simtech المتخصصة في تصميم الخرائط الرقمية :" كنا ننتظر موافقة الجهات الرقابية في الدولة مثلنا مثل شركات المحتوي والتطبيقات الجغرافية والملاحية لكي نقوم بتقديم تطبيقات علي الهواتف المحمولة واجهزة"جي بي اس"، مشيراً الي ان شركته قامت بتمصميم برامج عديدة تعاونت فيها مع شركات من خارج مصر كانت نتيجتها برامج وخرائط رقمية تستخدم علي هواتف المحمول المصرية ولكنها اوفلاين نظرا لعدم قانونية السماح لشركات المشغلة لخدمات الاتصالات بتطبيق هذه التقنية لمشتركيها، وتوقع ان تظهر في السوق عشرات التطبيقات والبرامج بعد قارار السماح بتطبيق تقنية GPS في مصر".


تطبيقات وخدمات


التطبيقات
والخدمات التي يمكن توظيف تقنية GPS فيها بالمئات وهي تتركز في مجالات النقل والسياحة والخدمات والاتصالات, ويكفي ان هذا النظام يمكنه ان ينقذ حياة الانسان في حالة حدوث اي خطر عن طريق تحديد موقعة بواسطة هاتفة والوصول اليه,ويقول محمد العويطي مدير المحتوي بشركة فودافون مصر: " التطبيقات التي يمكن توظيف تقنية " جي بي اس" فيها غير محدودة وتعتبر مكون رئيسي لنظام الملاحة العالمي مما يعطي مساحة لتطبيقات في الخرائط والاعلانات علي الموبيل والمحتوي المرتبطة بالمكان "

واشار الي ان
فودافون تسعى الي دعم شركات البرمجيات والمحتوي التي تعمل في مصر للخروج بخدمات وقيمة مضافة حقيقة بعد ان توسعة خدمات الاتصالات المحمولة ولم تعد مقصورة علي الخدمات الصوتية".

ومن جانبه رحب وائل الفخراني مدير
جوجول مصر بالقرار وقال:" رغم ان القرار جاء متأخر وفوتت الفرصة علي المضي قدماً في تطوير صناعة تعتمد علي الخرائط الرقمية وتطبيقات GPS, ولكنه اكد ان الفرصة مازالت قائمة لكي تستفيد مصر من بنية الاتصالات والمعلومات المتطورة بها لكي تبني عشرات التطبيقات والخدمات".
واكد ان جوجول فور
سماعها بالخبر بدات تجهز مجموعة من المبادرات والتطبيقات التي سيتم التعاون فيها مع شركات برمجيات وحلول مصرية". وهو ما قامت به ايضا شركة سيسكو واشاد هاني عبد العزيز بالقرار وقال انه سيفتح الباب لدخول اجهزة كانت تنتجها سيسكو ولم يكن مصرح بدخولها".
واضافت الكثير من الشركات
العالمية سوف تسستفيد من هذا القرار وهناك شركات متخصصة بشكل كامل في تطبيقات GPS بالتاكيد ستعمل جاهدة علي الدخول للسوق المصري بعد القرار".
ضغوط خارجية


سبق
قرار الموافقة علي تقنية Global Positioning System باسابيع قليلة بعد التلميحات حول وجود ضغوط من شركات المحمول العالمية لتسريع قرار الموافقة الذي كان يتوقع صدوره بين شهر واخر, وتقول دانا عدناني مدير الاتصالات التسويقية الاقليمي لمنطقة شمال افريقيا والشام بشركة نوكيا:" كنا نتوقع هذا القرار قبل فترة ومع تاخره ولكنه سيفيد بصورة كبيرة قطاع الاتصالات والاقتصاد المصري ككل"
واضافت:" قرار المنع لم يكن يناسبب وضع مصر
الاقليمي والدولي خاصة وان مصر تحتل مكانة بارزة علي خريطة صناعة الاتصالات والمعلومات وكانت رائدة في طرح الكثير من التقنيات".

اكثر من 80
% من اجهزة الهواتف المحمولة في العالم كانت ستكون ممنوعة علي المستخدمين في مصر بحلول العام 2012 حسب ما ورد في تقرير مؤسسة "انفورما" للبحاث نقلاً عن منظمة GSM التي اشارت الي ان تقنية تحديد المواقع ستكون مدمجة في اغلب اجهزة الهواتف المحمولة في العالم.

يذكر ان نوكيا كانت من اكثر
الشركات المتضررة من دخول هذه الاجهزة لمصر خاصة وانها كانت تمنعها عن وكلاء الرسميين واضطرت في الاشهر الاخيرة ان تقوم بتزويد وكلائها في مصر" راية للتوزيع ورينج واي تو" باجهزة " منزوع" منها تطبيقات GPS وفي تصريحات سسابقة قال محمد ناجي العضو المنتدب لشركة اي تو " قرار المنع كان يضر بالاقتصاد المصري واستفادة نوكيا مماثلة لاستفادة شركات المحمول الاخري ومزودي خدمات الاتصالات وايضا الجهات الحكومية التي ستحصل على ضرائب وجمارك بصورة رسمية كانت محرومة منها بسبب منع دخول هذه الاجهزة بشكل رسمي رغم تواجده بصورة تجارية غير رسمية".


اسماء عالمية جديدة


وتوقع
حازم الشرباصي رئيس مجلس ادارة شركة سيلكون 21 ان يساهم هذا القرار بنسبة لن تقل عن 20% من صناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات في مصر وقال:" هذا القرار كان الجميع في انتظارة سواء شركات او مستخدمين وسيغير من خريطة استخدام الهواتف المحمولة بفضل التطبيقات العديدة التي ستخرج للسوق".
واضاف
استخدامات GPS في اوربا وامريكا مسالة غاية في الاهمية وعنصر رئيسي في الكثير من قطاعات الخدمات والتسويق الذي حدث له تحول تاريخي بفضل هذه التقنية".
العديد من الشركات العالمية تتخصص في تقنية
GPS ويقول الشرباصي :" لدينا في سيلكون 21 الكثير من المباحثات مع شركات عالمية متخصصة في هذا المجال ولكن ظروف المنع اجلت اي اتفاقية تعاون وبهذا القرار سنعيد تنشيط هذه المباحثات لكي تدخل مصر شركات عالمية جديدة". وطالب بالتركيز على التدريب ودعم القدرات البشرية خلال الفترة القادمة خاصة وانها ركن اساسي في عمليات التطوير والخدمات والدعم الفني".ودعا اسامة كمال العضو المنتدب لشركة " تريد فايرز" انترناشونالالي تنظيم سلسة من اللقاءات والمؤتمرات التي تبحث كيفية دعم صناعة GPS التي يمكنها ان تمثل قوة دفعة لصناعة الاتصالات والمعلومات خاصة في التوقيت الحالي, وقال الكثير من التطبيقات القائمة علي التسويق والنقل والاعلام والصحة والخدمات والخرائط كانت تنتظر هذا القرار الذي سيفتح الباب لدخول عشرات الشركات العالمية التي تعمل في قطاع GPS.
وقال الخاسر الاكبر من هذا
القرار كان الحكومة المصرية التي حرمت من الحصول علي حقها في الضرائب والجمارك علي الاجهزة التي كانت تجد طريقها للاسواق بطرق غير مشروعة, ناهيك عن فقدات صناعة المعلومات فرصة لكي تكون رائدة في تطبيقات الخرائط الرقمية وبرامح الملاحة الجغرافية".


تحايل رغم المنع
!!

يذكر ان نظام
GPS كان يستخدم لأغراض عسكرية من قبل وزارة الدفاع الاميركية وسمح له بالاستخدام المدني في عام 1983. وخلال التسعينات رفعت معظم الدول القيود المفروضة على تطبيقات "GPS" وبدأت شركات تصنيع الهواتف المحمولة فى استخدامها لكن لا تزال دولتين في العالم تحظر استخدام هذة الخاصية بعد رفع مصر من هذه القائمة.

ولكن على الرغم من الحظر الذي كان مفروض علي
السوق المصري إلا ان الكثيرمن المصريين يستخدمون هذه التقنية بشكل او باخر, ويكفي ان الخطوة التي اتخذتها فودافون وموبينيل قبل فترة لطرح اجهزة " اي فون" في مصر بدون خاصيةي GPS لم تمنع المصريين من الحصول علي طرق لتضمين هذه الخاصية مرة اخري, وهناك الكثير من التطبيقات التي تعتمد عليها ولا سلطة للحكومة علي منعها مثل برنامج جوجل ايرث والتصوير الجوي وتقنيةGIS 3D والنماذج الرقمية (DEM) وغيرها . ويشيع استخدامها في رحلات السفاري الصحراوية وشكلت دورًا كبيرًا في تسهيل عملية الوصوال الى الرهائن الـ 19 الذين اختطفوا مؤخرًا بصجراء مصر الغربية بعد استخدام الضحايا اجهزة ال ""GPS" فى ابلاغ السلطات بمواقعهما الأمر الذي سهل عملية الانقاذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق